أعودُ إليكِ يـا أمـي أعودُ لصدركِ الحاني
أعودُ بكـلِّ أشواقـي وأشجانـي وأحزانـي
فضمينـي وضمينـي فإنَّكَ ملجـأي الثانـي
أحـنُّ لقبلـةٍ كانـتْ تهدهدنـي وترعانـي
أحنُّ لصوتكِ المحزون أيا بوحـي وكتمانـي
* * *
أعودُ إليكِ يـا أمـي سجيناً ملَّ مضجعـهُ
أعودُ إليكِ يا عمري نشيداً ضاعَ مطلعـهُ
فعُدتُ اليومَ من وجدي على كفَّيـكِ أجمعـهُ
وقلبي لـو كشفتيـهِ وجدتِ رضاكِ أفرعهُ
ولو كانَ الجفا رجلاً بحدِّ السفِ أصرعـهُ
* * *
أعودُ إليكِ يـا أمـي كما لو كنتُ عصفورا
يمـلُّ قيـودَ وحدتـهِ ففرَّ وطارَ مغـرورا
فهبَّت نحـوهُ النسـرُ فخافَ وصارَ مذعورا
وراحَ بلهفـةٍ يسعـى إلى الأوكارِ مقهـورا
إلى أنْ عادَ منْ نـدم ٍ إلى كفَّيـكِ مسـرورا
* * *
أحنُّ إليكِ يـا أمّـي حنينَ كلّ منْ هجروا
وكنتُ بكِ أرى الدنيا فأنتِ .. ودونكِ البشرُ
سئمتُ أيُّهـا السفـرُ فلا تبقـي ولا تـذرُ
فكلُّ جوانحـي وجـدٌ ووجدي كلّهُ ضجـرُ
سأدعو اللهَ يـا أمّـي سأدعـوهُ وأنتـظـرُ
* * *
أعودُ إليكِ يـا أمّـي أعودُ لنبـعِ أحلامـي
لأغفو بيـنَ عينيـكِ وأغسل دربَ أيامـي
وأغرفُ منْ سنا الدمعِ ضياءَ مدادِ أقلامـي
فأنتِ قصيدتي الأولى وأنتِ عبير إلهامـي
وأنتِ أخي وأنتِ أبي وأخوالـي وأعمامـي